زراعة البطيخ الدلاح ومتطلباته

بِسْــــــــــــــــمِ اﷲِالرَّحْمَنِ الرَّحِيم

زراعة البطيخ الدلاح ومتطلباته

زراعة البطيخ الدلاح ومتطلباته

 

زراعة البطيخ او الدلاح تعتبر من الأنشطة الزراعية المهمة خاصة في المناطق الجنوبية الشرقية، حيث يواجه المزارعون تحديات تتعلق بالموارد المائية. البطيخ يعد من محاصيل الخضر الصيفية التي تحظى بإقبال كبير من المستهلكين نظرًا لقيمته الغذائية العالية وحلاوته.

المتطلبات البيئية لزراعة البطيخ:

البطيخ (Citrullus lanatus) هو نبات يتطلب ظروفًا معينة للنمو الجيد، من حيث درجة الحرارة، الرطوبة، التربة، والإضاءة. فيما يلي أهم المتطلبات المناخية والميدانية لزراعة البطيخ او الدلاح:

 

1. درجة الحرارة المناسبة لزراعة البطيخ او الدلاح:

   - درجة الحرارة المثلى للنمو: يحتاج البطيخ إلى درجات حرارة دافئة للنمو الجيد. المدى المثالي لدرجة الحرارة خلال النهار يتراوح بين 25-30 درجة مئوية.

   - درجة الحرارة ليلاً: يفضل أن تكون درجات الحرارة الليلية بين 18-20 درجة مئوية.

   - الحد الأدنى لدرجة الحرارة: يجب أن تكون درجة الحرارة في الليل لا تقل عن 15 درجة مئوية للحفاظ على النمو السليم. درجات الحرارة تحت 10 درجات مئوية قد تؤثر سلباً على نمو النبات.

- لا يتحمل البطيخ او الدلاح الصقيع أو البرودة الشديدة. درجات الحرارة تحت الصفر تؤدي إلى توقف النمو وتدمير المحصول. ولذلك، يجب تجنب زراعته في المناطق التي تشهد طقسًا باردًا لفترات طويلة.

 

2. التوقيت المثالي للزراعة البطيخ:   

    يزرع البطيخ او الدلاح عادة في فصل الربيع أو بداية الصيف، حيث تبدأ درجات الحرارة في الارتفاع وتكون الظروف ملائمة للنمو. يُفضل أن يتم الزراعة بعد انقضاء خطر الصقيع، حيث أن البطيخ حساس للبرودة في المناطق المعتدلة، يمكن زراعته في فترات الربيع والصيف، بينما في المناطق الاستوائية يمكن زراعته على مدار العام.

3. الإضاءة في زراعة البطيخ او الدلاح:

   - البطيخ يحتاج إلى **أشعة شمس قوية**، ويفضل زراعته في مناطق مشمسة حيث يحصل النبات على ضوء شمس مباشر من 6-8 ساعات يومياً.

   - نقص الضوء يؤدي إلى ضعف النمو، وبالتالي يقل إنتاج الثمار.

 

4. الرطوبة و الرياح وتأثيرها على زراعة البطيخ او الدلاح:

يفضل البطيخ او الدلاح الرطوبة المعتدلة والرطوبة المثلى تتراوح بين 60-70% بحيت رطوبة الجو العالية جداً قد تؤدي إلى زيادة تعرض النبات للأمراض الفطرية. ومن المهم توفير ري منتظم ولكن تجنب تراكم المياه في التربة.

كما أن الرياح القوية قد تؤدي إلى إتلاف المحصول أو كسر السيقان، لذلك يُنصح بتوفير حماية طبيعية أو اصطناعية في المناطق المعرضة لرياح شديدة.

5. التربة المناسبة في زراعة البطيخ او الدلاح:

·       الحفاظ على تهوية التربة أمر مهم، حيث أن البطيخ  او الدلاح يحب التربة الجافة والمسامية.

·       **نوع التربة**: يفضل البطيخ التربة الخفيفة، جيدة التصريف. وتعتبرالتربة الرملية أو الطينية الطفيلية تعتبر مثالية.

·       **الأس الهيدروجيني (pH)**: يحتاج البطيخ إلى تربة ذات pH يتراوح بين )6 و 7(، أي تربة محايدة أو معتدلة الحموضة.

·       **التصريف**: يجب أن تكون التربة جيدة التصريف لتجنب تراكم الماء حول الجذور، مما يؤدي إلى تعفنها.

·        التغطية الأرضية (Mulching) تساعد في تقليل التبخر وتحافظ على الرطوبة، بالإضافة إلى تقليل نمو الأعشاب الضارة.

المتطلبات الميدانية في زراعة البطيخ او الدلاح

1. الري في زراعة البطيخ او الدلاح:

    يحتاج البطيخ او الدلاح إلى سقي منتظم، خاصة خلال فترة النمو النشط وتكوين الثمار ، او مرحلة التزهير والنضج.

   - يجب أن يتم الري بشكل منتظم ولكن دون غمر التربة بالمياه، و تجنب الإفراط في الري لأن ذلك قد يؤدي إلى تعفن الجذور أو انخفاض جودة الثمار، ويتم الري عادة على فترات منتظمة، حيث لا تحب شجرة البطيخ الجفاف المفاجئ أو الرطوبة الزائدة.

   - في مراحل الإثمار، يمكن تقليل الري بشكل تدريجي لتشجيع النبات على التركيز في تكوين الثمار بدلاً من النمو الخضري.

- يُعد الري بالتنقيط هو الأنسب للبطيخ لتوفير كمية كافية من الماء مع تقليل فرص الأمراض الفطرية.

تقنيات زراعة البطيخ:

يمكن زراعة البطيخ عن طريق غرس البذور مباشرة في الحقل بعد انتهاء خطر الصقيع وارتفاع درجة حرارة التربة إلى حوالي 15-20 درجة مئوية.

ويمكن أيضًا غرس البطيخ عن طريق الشتلات في أصص صغيرة يتم نقلها إلى الحقل بعد أن تصبح الظروف مناسبة.

ولتجنب التزاحم بين النباتات وضمان وصول الضوء والهواء إليها، يُنصح بتوزيع البذور أو الشتلات بشكل منتظم.

وعند غرس البطيخ يجب مراعاة التباعد بين النباتات ومن المهم ترك مسافة بين النباتات تتراوح حوالي 60-90 سم بين كل نبتة، وبين الصفوف حوالي 1.5-2 متر لضمان الحصول على نمو جيد للثمار.

2. التسميد في زراعة البطيخ او الدلاح:

    يحتاج البطيخ او الدلاح  إلى تسميد متوازن طوال موسم النمو لتزويده بالعناصر الغذائية اللازمة، حيث يتطلب هذا المحصول بشكل خاص النيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم عبر المراحل التالية:

·       المرحلة الأولى (النمو الخضري): في بداية موسم النمو، يكون البطيخ في حاجة ماسة للنيتروجين لدعم النمو الخضري السريع.

·       **المرحلة الثانية (التزهير والإثمار)**: عند بدء التزهير، يجب زيادة الفوسفور والبوتاسيوم لدعم نمو الأزهار وتطوير الثمار.

·       يتم استخدام الأسمدة **العضوية** أو **الكيماوية** حسب التوفر. الأسمدة العضوية مثل السماد الحيواني أو الكمبوست تعمل بشكل جيد لتحسين خصوبة التربة وزيادة قدرة التربة على الاحتفاظ بالرطوبة.

·       من المهم ألا تكون كمية النيتروجين مرتفعة جدًا خلال مرحلة الإثمار، لأن ذلك قد يؤدي إلى زيادة النمو الخضري على حساب إنتاج الثمار.

 

3. التحكم في الآفات والأمراض التي تصيب البطيخ او الدلاح:

محصول البطيخ او الدلاح معرض للإصابة بالعديد من الآفات والأمراض التي يمكن أن تؤثر على جودة المحصول وكميته. فيما يلي بعض الآفات والأمراض الشائعة التي تصيب البطيخ، وطرق مكافحتها:

   - من بين هذه الآفات مثل: ** البياض الدقيقي**وهو ظهور بقع بيضاء مسحوقية على الأوراق، مما يؤدي إلى اصفرارها وتساقطها ، ** الذبابة البيضاء** وهي تتغذى على العصارة وتفرز مادة لزجة (ندوة عسلية) تجذب الفطريات السوداء، و**الحشرات القشرية**وهي أيضا تتغذى على عصارة النبات، مما يؤدي إلى تجعد الأوراق وضعف النمو. كما تنقل الأمراض الفيروسية ، التي قد تؤثر على الأوراق والثمار.

   - كما يمكن أن يتعرض لعدة أمراض فطرية مثل **البياض الزغبي** و**الفطريات المتعفنة**.

4. الوقاية وعلاج الأمراض في زراعة البطيخ او الدلاح:

  • **التناوب الزراعي**: من أفضل الطرق لتقليل انتشار الأمراض والآفات هو تبديل المحاصيل في الأرض بين كل موسم زراعي.
  • **العناية بالنظافة**: يجب إزالة بقايا النباتات المصابة بشكل منتظم، ودفنها أو حرقها للتقليل من مصادر العدوى.
  • **التسميد الجيد**: استخدام الأسمدة بشكل متوازن يساعد في تقوية النباتات وزيادة قدرتها على مقاومة الأمراض.
  • **اختيار الأصناف المقاومة**: اختيار الأصناف التي تتمتع بمقاومة عالية للآفات والأمراض يمكن أن يقلل بشكل كبير من انتشار هذه المشاكل.

 

خلاصة:

زراعة البطيخ تتطلب توفير بيئة مناخية دافئة مع درجات حرارة مثالية من 25-30 درجة مئوية، رطوبة معتدلة، وتربة جيدة التصريف. كما أن العناية المستمرة بالتسميد، الري، واستخدام المبيدات المناسبة و المكافحة البيولوجية للآفات، وحماية المحصول من الظروف القاسية هي عوامل أساسية لضمان نجاح الزراعة وتحقيق محصول وفير.

 

ملخص:

- **درجة الحرارة المثلى**: 25-30 درجة مئوية.

- **الرطوبة**: 60-70%، مع تجنب الرطوبة العالية.

- **التربة**: خفيفة، جيدة التصريف، ودرجة pH بين 6-7.

- **الإضاءة**: أشعة الشمس المباشرة لمدة 6-8 ساعات يوميًا.

- **الري**: منتظم ولكن دون غمر التربة.

 

 

 


اشترك في قناتنا على اليوتيوب ❤ × +
ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلْعَٰلَمِين

إرسال تعليق

أحدث أقدم